من القصص العجيبة والغريبة هي ما ستسمعونها اليوم .
قصة رأيت ذئباً يحلب نملةً
يقول المتنبي: كنتُ في أحد أسواق الكوفة واقفاً بالقرب من امرأة فقيرة تبيع أنواعاً من السمك.
فجاءها رجل أعرفه غني جداً كان يرتدي ملابس ذات ألوان، غالية الثمن، تدل هيأته على الغنى الفاحش.
قال للمرأة بعد أن أشار بيده إلى نوعٍ من السمك: بكم الرطل من هذا السمك؟، قالت المرأة له: بخمسة دراهم يا سيدي، عندها قال لها بنوعٍ من الكبر: بل بدرهم للرطل الواحد، فقالت له باستعطاف: أنا امرأة فقيرة، والسمك ليس لي، بل لرجلٍ أبيعه له، فيعطيني ما قسم الله ، فرد عليها الرجل: بل بدرهم ليس أكثر.
فقالت المرأة بقلة حيلة : بل بخمسة دراهم . فالسمك ليس لي ولا أستطيع أن أخفض لك الثمن
فقال الرجل الغني وهو يشير إلى السمك باستخفاف : أوزني لي عشرة أرطال
فأعدت له المرأة المسكينة عشرة أرطال من السمك؛ على أمل أن تحظى بالثمن كاملاً، فأخذهم الرجل منها بكل شدة وعنف، ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعاً، انهمرت دموع المرأة المسكينة، وأخذت تنادي عليه، فلم يرد عليها، يقول المتنبي: فناديت عليه بنفسي فلم يُجِب، لقد كان ذئباً بشرياً في غناه وبخله ولؤمه، وكانت المرأة نملة في ضعفها وفقرها وعوزها، وعندها أنشد المتنبي قائلا:
بعيني رأيت ذئباً يحلب نملةً .. ويشربُ منها رَائباً وحليبًا!
بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة
ويشرب منها رائق اللبنِ
قصة رأيت ذئباً يحلب نملةً
هذا البيت الشعري الغريب يتناقله الكثير من الناس على أساس الفكاهة والسخرية، والكثير لا يعرف معناه الحقيقى أو قصته.
لقد صدق الشاعر في وصفه . وإن من الشعر لحكمة .
فالذئب لا يستطيع أن يحلب نملة
– والنملة ليس لديها حليب أصلا
– وحتى إن كانت حشرة حلوب فكمية حليب النملة لن يكفى الذئب.
في أمان الله
قناة رحيل الليلروابط قد تهمك: