رسول الخليفة الذي أدهش ملك الروم

رسول الخليفة الذي أدهش ملك الروم فحاول أن يقتله بمكر ودهاء

عرف عن الشعبي أنه كان، جليس الخليفة عبد الملك بن مروان وأنيسه، وهو من التابعين ، جليل القدر ، وافر العلم. ، أصله من الكوفة بالعراق .

الشعبي عند ملك الروم

حكى الشعبيّ فقال :
أرسلني الخليفة عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم. فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده ،
غير أنه استبقاني أياماً كثيرة ، حتى استعجلت خروجي.
فلما أردت الانصراف قال :
أمن أهل بيت الخليفة أنت ؟
قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب.
فهمس لأصحابه بشيء ،

رسول الخليفة الذي أدهش ملك الروم

فدُفعْ إليّ رقعة ، وقال لي :
إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة.

عودة الشعبي إلى الخليفة وسر الرقعة

فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك بن مروان، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها ، فرجعتُ وأوصلتُها إليه. فلما قرأها قال لي :
أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟
قلت : نعم
قال لي : أمن أهل بيت الخليفة أنت؟
قلت : لا ، ولكني رجل من عامة العرب.
ثم هممت أن أخرج من عند عبد الملك ،
فلما وصلتُ الباب ردّني ،
فلما مثلت بين يديه قال لي :
أتدري ما كُتِبَ في الرقعة؟
قلت : لا.
قال : اقرأها.
فقرأتها، فإذا فيها : “عَجبتُ مِنْ قَوْمٍ فِيهِم مِثْلُ هَذا كَيْفَ مَلَّكُوا غَيْرَه!”
فقلت له :
والله لو علمتُ ما فيها يا خليفة المسلمين ما حَمَلتُها ، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك.
قال عبد الملك : أفتدري لم كتبها؟
قلت : لا.
قال : حسدني عليك ، وأراد أن يُغريني بقتلك.
فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال : أَصَابَ عبدالملك ، وَمَا أَرَدْتُ إَلاَّ مَا قَال!