قصة حمار في قرية الأغبياء
في قرية الأغبياء يصبح الحمار سيداً.
يحكى أنه في قرية الاغبياء ، دخل حمار مزرعة وبدأ يأكل من زرعها. رآه صاحب المزرعة وهو يفسد ما حرثه وزرعه وينتظر وقت حصاده.. فبدأ يفكر كيف يُـخرج الحمار من حقله؟ سؤال محير ؟ فهو بالفطرة يشبه كل سكان قريته ، إنها قرية الاغبياء!
أسرع الرجل إلى البيت وأحضر لوحةً من الكرتون و كتب عليها :
يا حمار أخرج من مزرعتي..
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة..
قصة حمار في قرية الأغبياء
اليوم الأول
وقف على أطرافها رافعاً اللوحة مُحتجاً منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس..
ولكن الحمار لم يتململ ولم يخرج ! ظل يرعى ويتمرغ فوق العشب بكل ارتياح ، لا يبالي بما يفعله صاحب المزرعة.
حار الرجل !
‘قال في نفسه : ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة’
رجع إلى البيت ونام!!
اليوم الثاني
في الصباح التالي صنع عدداً كبيراً من اللوحات ونادى أولاده وجيرانه واستنفر كبار السّن من أهل القرية
ومدهم بلوحات كتب عليها أخرج يا حمار من المزرعة
الموت للحمير..
وبدأوا يهتفون : أخرج أخرج يا حمار!
والحمار حِمار .. يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله.
غربت شمس اليوم الثاني ، وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبُحَّت أصواتهم. فلما رأوا أنّ الحمار غير مُبالٍ بهم ، رجعوا إلى بيوتهم يفكرون في طريقة أخرى!
قصة حمار في قرية الأغبياء
اليوم الثالث
وفي صباح اليوم الثالث، أرسلوا وفداً من حكمائهم ليتفاوض مع الحمار .
قالوا له: إن صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحة أرضه.
الحمار يأكل ولا يرد .. قالوا يعطيك ثلث مساحة مزرعته ! الحمار لا يرد . قالوا نصفها !
والحمار لا يرد .. إنه مشغول في أكل الزرع .. فهو حمار! لا يلقي بالاً لما يدور حوله.
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار ، والذهاب إلى قرية أخرى لشراء مزرعة أخرى ويبدأ في زراعتها!
انتقل الحمار من مزرعة الرجل الى كل مزارع القرية حتى جعلها خاوية على عروشها.
قصة حمار في قرية الأغبياء
المفاجأة
وذات يوم ، وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم
حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي.
تسلل غلام صغير، وخرج من بين الصفوف، ثم دخل إلى الحقل، تقدم إلى الحمار وضربهُ بعصا صغيرة على قفاه
فإذا بالحمار يركض خارج الحقل ..
‘يا الله‘ صاح الجميع ..
لقد فضحَنا هذا الصغير ! وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا .
فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام ، وأعادوا الحمار إلى المزرعة ، ثم أذاعوا بين الناس أن الطفل شهيد لأنه حاول مصارعة الحمار فقتله.
ويذكر في بعض الروايات ، أنهم اقاموا ضريحاً للحمار بعد موته.
تُرى كم من قرى الاغبياء بجوارنا . والغباء مرض معدي ينتقل بين الجُهَّال كالنّار في الهشيم .
قناة رحيل الليلروابط قد تهمك: