قصة مواطن هندي يصفع ضابط بريطاني

ضابط بريطاني يصفع مواطن هندي والبادي أظلم

من أغرب القصص التاريخية هي تلك التي ستسمعها اليوم ، فأثناء وجود الاستعمار البريطاني في الهند، حدث أن ضابطاً بريطانيا صفع مواطنا هنديا على وجهه، وهذا تصرف كان يعتبر عادياً من قوة غاشمة اتجاه مستعمرين ضعفاء . لكن ما لا يمكن أن يستوعبه جمهور الناس هو ردة فعل ذلك المواطن الهندي المصفوع . فقد صفع الضابط بكل ما يملك من قوة حتى أسقطه أرضاً .

من غير الطبيعي أن يصفع مواطن هندي ضابط بريطاني ولكنه حصل

ومن هول الصدمة المذلة انسحب الضابط من المكان دون أن يقاوم ، بل استغرب كثيراً . إذ كيف تجرأ مواطن هندي على صفع ضابط في جيش امبراطورية لا تغيب عنها الشمس؟ اتجه الضابط إلى مركز قيادته ليحدثهم بما حصل، ويطلب الاستشارة والعون لمعاقبة هذا المواطن الذي ارتكب جرماً لا يغتفر .
لكن القائد الأعلى لمركز القيادة هدأ من روعه، وأخذه إلى مكتبه، وفتح صندوقاً ممتلئاً بالنقود وقال للضابط : خذ من هذا الصندوق خمسين الف روبية، واذهب إلى ذلك المواطن الهندي الذي صفعك، واعتذر منه على ما بدر منك، وأعطه هذه النقود مقابل أن يسامحك على صفعك له .

قصة مواطن هندي يصفع ضابط بريطاني

إعتذار الضابط البريطاني للمواطن الهندي الذي صفعه

جن جنون الضابط وقال مستنكراً: أعتذر ؟ كيف أعتذر ؟ وأعطيه النقود أيضاً ؟ لماذا هذا الاذلال؟ ألست انا من له الحق في صفعه وإذلاله، لقد صفعني وهو لا يملك الحق، هذه أهانة لي، ولك، ولجيش مملكتنا العظيمة .
قال القائد للضابط : اعتبر هذا أمراً عسكرياً عليك تنفيذه دون نقاش، امتثل الضابط لأوامر قائده، وأخذ المبلغ وذهب إلى المواطن الهندي . وعندما عثر عليه قال له:
– ارجو أن تقبل اعتذاري، لقد صفعتك ورددت لي الصفعة، وأصبحنا متساويين، وهذه خمسون الف روبيه هدية لك كي تسامحني .
قبل المواطن الهندي الاعتذار والهدية ونسي انه صُفع على تراب وطنه من مستعمر يحتل أرضه.
كانت الخمسون الف روبيه في تلك الفترة تعتبر ثروة طائلة، اشترى المواطن الهندي بجزء من المبلغ منزلا ، واستثمر جزءاً آخر في التجارة، وفي وسائل النقل، واحتفظ بجزء كتوفير . فتحسنت ظروفه، واصبح مع مرور الوقت من رجال الأعمال، ونسي الصفعة، لكن الإنجليز لم ينسوا صفعة الهندي للضابط.

إنتقام الضابط من الهندي بعد زمن ليس بالقصير

مر على الحادث زمناَ فاستدعى القائد الانجليزي الضابط الذي صُفع وقال له:
– أتذكر المواطن الهندي الذي صفعك ؟
قال الضابط : كيف أنسى تلك الاهانة ؟
قرد القائد : حان الوقت لتذهب وتبحث_عنه وبدون مقدمات إصفعه أمام أكبر حشد من الناس.
قال الضابط : كيف أفعل ذلك؟ ألا تدري أنه رد الصفعة وهو لا يملك شيئاً، فما بالك اليوم وقد اصبح من رجال الأعمال وله أنصار وحراس، فهو لن يصفعني فقط بل ربما سيقتلني.
رد عليه القائد بهدوء الواثق من نفسه : إذهب إليه ! لن يقتلك، نفذ الأمر ولا تجادلني.
امتثل الضابط لأوامر قائده وذهب إلى حيث يوجد الرجل الهندي، كان حوله أنصاره وخدمه وحراسه وجمع من الناس، فرفع يده، وبكل ما يملك من قوة صفع المواطن الهندي على وجهه حتى أسقطه أرضاَ.
فكانت المفاجأة أنه لم يتلقى من الهندي أي ردة فعل، حتى أنه لم يجرؤ على رفع نظره في وجه الضابط الانجليزي.
اندهش الضابط وعاد مسرعاً إلى قائده .

العبرة والدرس المستخلص

قال القائد للضابط : إني ارى على وجهك علامات الدهشة والاستغراب ! ما الذي أدهشك ؟
قال: نعم في المرة الأولى رد الهندي الصفعة بأقوى منها، وهو فقير، ووحيد، واليوم وهو يملك من القوة ما لا يملك غيره لم يجرؤ على قول ولو كلمة فكيف هذا ؟
قال القائد الانجليزي : في المرة الأولى كان فقيراً لا يملك إلا كرامته ويراها أغلى مايملك فدافع عنها .
أما في المرة الثانية وبعد ان باع كرامته بخمسين الف روبيه فهو لن يدافع عن شيئ إسمه الكرامة لأن لديه ماهو أهم منها !!