دهاء معاوية بن أبي سفيان

قصة من دهاء العرب

يقال إن دهاة العرب الكبار أربعة، وهم : معاوية بن أبي سفيان، عمرو بن العاص، زياد ابن أبيه والمغيرة بن شعبة
فعندما كبر معاوية ابن أبي سفيان في السن أصابه الأرق ولم يعد يستريح في نومه من كثرة أصوات نواقيس النصارى. فاهتدى إلى حيلة تجعله يتخلص من هذه الأصوات دون أن يلومه أحد. فنادى في الناس: من يحمل هذه الرسالة مني لملك الروم . فإن قتل فله ثلاث ديات أي ( سيدفع لأهله دية 3 أشخاص) وإن عاد فله ديتان؟
فأجابه فتى يظهر عليه الشجاعة والاقدام لذلك. فقال له معاوية إذا وصلت لبساط ملك الروم فأذن. قال الفتى : هذا فقط؟ قال معاوية: هذا فقط.. فقال الفتى أنا لها.

الفتى الشجاع الذي أربك مجلس قيصر الروم

فلما وصل الفتى إلى بساط القيصر أذن، فهب البطارقة والفرسان ليقتلوه بسيوفهم، وقبل أن يصلوا إليه ، كان القيصر قنسطنطين الرابع قد حال بينهم وبين الشاب المؤذن. ليحميه من سيوفهم، وأستحلفهم أن يعودوا إلى أماكنهم، وأخبرهم أن هذا الفعل من دهاء معاوية . إذ قمنا بقتل هذا الفتى على الآذان، فسيقتل هو من عنده من النصارى بسبب ضرب النواقيس، فكسى القيصر الفتى وحمله بالهدايا وأعاده إلى بلده أمناً سالماً غانماً.

دهاء معاوية بن أبي سفيان

دهاء يزيد بن معاوية

ومن دهاء يزيد بن معاوية مع نفس القيصر قنسطنطين الرابع، أنه أثناء حصار القسطنطينية أوصى الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن يدفن بجوار سور القسطنطينية وقال ادفنوني تحت أقدامكم، فحمله المسلمون وحموه بالدروع حتى وصلوا إلى أقرب نقطه يمكنهم الوصول إليها ودفنوه فيها.

فعلم القيصر بذلك فأرسل إلى يزيد برسالة يقول فيها: سوف نسمح لكم بدفن صاحب نبيكم في المكان الذي وصلتم إليه. لكن بعد عودتكم سننبش قبره ونرميه للكلاب.

دهاء معاوية بن أبي سفيان

فأرسل له يزيد بن معاوية يقول: أقسم باالله العظيم لو أن يدا امتدت إلى قبر صاحب رسول الله، لما تركت نصرانيا في بلاد المسلمين إلا قتلته ، وما تركت كنيسة إلا هدمتها .
فقام القيصر مذعوراً وكتب ردا جاء فيه : يايزيد إنك أدهى من أبيك ، وإنا نسمح لكم بدفنه وسأحرسه بنفسي، فحلف بعض الناس أنه شوهد وهو يحرس القبر بنفسه مع حرسه.
هذا هو تاريخ أجدادنا الذي لا يعلمه كثير من أبناء جلدتنا .. في أمان الله.
المصادر:
الاذكياء لابن الجوزي
العقد الفريد