قصة الملك ووزيره الحكيم

عِبارة لعله خير : قصة الملك ووزيره الحكيم

من أروع القصص

يحكى أن أحد الملوك كان له وزيراً معروفاً بالحكمة والورع، وكان من المقربين،  إذ لا يتحرك الملك في أيّ اتجاه إلا ويصطحبه معه. ومما عُرِف عن الوزير أنه كان يرى الأمور خِلاف ما يراه الناس . و كلما أصاب الملك حادث مُقلق، كان الوزير يطمئنه ويقول له : « لعله خيراً »،  ويشرح له الحكمة  من البلاء الذي ألَمَّ به ، فيهدأ الملك، وبعد فترة يتبين فعلاً أن ذلك الحادث كان أهون مما قد يكون قد حدث. بمعنى « ما خُفِيَ كان أعظم »  لذلك كان الملك يحب مرافقة الوزير الحكيم له حتى في رحلات الصيد.

كان الملك مُولَعٌ بصيد الطيور والحيوانات ، و كانت تُنظَّـمُ له رحلات لهذا الغرض. وفي إحدى خرجاته بصحبة الوزير والوفد المرافق له، حدث للملك مكروه لم يكن بالحسبان إذ بُـثِرَ جزء من أصبعه وهو يحاول الامساك بأحد الطرائد في غابة كثيرة الأشجار والشوك. فتألم السلطان كثيراً والدم ينزف منه بغزارة ، وبعد تدخل الطبيب المرافق له تم حبس نزيف الدم والألم يعصر أنفاسه. فقال له الوزير الحكيم: « لَـعَـلّهُ خـيْـر » فغضب الملك غضباً شديداً وهو يصرخ من شدة الألم: « أي خير هذا الذي تقول يا مجنون؟ » وأمر بحبس الوزير في الحين، فقال الوزير الحكيم « لعله خيراً ».

إقرأ ايضاً: قصة الملك والوزراء الثلاثة

ومكث الوزير في السجن بضع شهور . وقد شفي الملك و قرر الخروج للصيد، فرافقه مجموعة من الحراس وبعض أفراد الحاشية. إلا الوزير الحكيم لم يكن بصحبته هذه المرة. وأثناء الصيد ابتعد الملك عن الحرَس حين كان يتعقب صيده بهدوء,  حتى خرج عن حدود مملكته، ودخل أرض قبيلة تنتمي إلى مملكة أخرى دون أن يشعر. فاعتقله حراس الحدود لتلك القبيلة، وكان أهلها يعبدون صنماً، فقرروا أن يقدموا الملك قرباناً  له ، وزاد حماسهم حين علموا أن هذا القربان ذو شأن عظيم في مملكته.  وعندما أتوا به إلى زعيم قبيلتهم ليتولى عملية الذبح بيده، وجد أصبعه مبثورة فرفض أن يقدمه قرباناً لصنمهم لأن به عيب. فقد كان أهم شرط من شروط صحة القربان أن يكون الشخص سليماً معافى.  فأطلقوا سراحه. وعاد الملك يسابق الريح فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم ذلك الصنم، فتذكر  الوزير وعبارة « لعله خير » فأمر بإحضاره من السجن على وجه السّرعة. فلما مَثُلَ الوزير أمام الملك في القصر ، قدم الملك اعتذاره، وأخبره بما جرى له وأنه أدرك الخير الذي كان يخفيه قطع أصبعه فحمد الله وأثنى عليه. ثم  سأل الوزير عن الحكمة من قوله : ” لعله خير ” حين أمر بإيداعه السجن . فابتسم الوزير وأخبره أن دخوله السجن أنقذه كذلك من موت محقق.. كيف ذلك؟  لو كان الوزير مع الملك أثناء اعتقاله من حرس القبيلة التي تعبد الصنم  لَذُبِحَ و قُدِّمَ قرباناً لصنمهم بدلاً من الملك الذي وجد به عيب في أصبعه .

قصة لعله خير

قصة الملك ووزيره الحكيم

لذلك، حمد الله على سلامة السلطان وسلامته، وردد عبارة « لعله خير » 

نعم لعله خير ، وفي كل حادث نجد أن ما خفي كان أعظم، ولكننا نستعجل. ولو علمنا الغيب لوجدنا أن ما يفعل ربنا إلا خيراً.

إلى قصة أخرى إن شاء الله . في أمان الله

اقرأ ايضا : قصة الحكيم و أبناء شيخ القبيلة

قناتي على اليوتوب

أرى أن هذه المواضيع قد تهمك:

 

شَـاركِ الْمَوْضُوع: 
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل … تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حول الكاتب :   من أقصى شمال المغرب كاتب مقالات إلكترونية حول كيفية بناء موقع ويب ناجح : ووردبريس ، HTML ، CSS .ومواضيع مختلفة وناشط على اليوتيوب في قناة: Jabism Web و رحيل الليل
كتب 447 مقالة في jabism.com.
-:- راسلني   -:- تابعني على تويتر   -:- تابعني على الفايسبوك

458 عدد المشاهدات لهذا المحتوى
Scroll to Top