قصة الحجاج والأسير
الحجاج يقتل الخارجين عن حكم الخلافة
يُحكى أن الحجّاج أُتِيَ بقومٍ مِمن خرجوا عليه ، فأمرَ بهم فضُربت أعناقُهم ، ولما دخل وقت المغرب وأقيمت الصلاةُ ، بقي من القوم رجل واحد ، فقال الحجاج لِقُتَيبة بنِ مسلم:
أخذه معك وأتني به في الغد .
قصة الحجاج والأسير
قال قُتيبة: فخرجتُ و معي الرجل، فلمَّا كنا نسيرعلى الطريق نحو بيتي قال لي: هل لك في خير ؟ قلت: وما ذاك ؟ قال: إني والله ما خرجتُ على المسلمين ، ولا استحللت قِتالهم ، ولكن ابتُلِيتُ بما ترى، وعندي ودائع وأموال ، فهل لك أن تُخلِيَ سبيلي ، وتأذنَ لي بالذهاب إلى بيتي ، لأوصي برد الحقوق إلى اهلها ، ثم أودع أهلي وأولادي، ولك عليَّ أن أرجع حتَّى أضعَ يدي في يدك !
فعجبتُ له ، وتضاحَكتُ لقوله ، ومَضَينا هُنيهةً ، ثم أعادَ عليّ القول ، وقال: إني أُعاهِدُكَ الله ، لك عليِّ أن لا أخلف موعدك واعود عند الفجر. فما ملكتُ نفسي حتَّى قلت له: إذهب!! فلمَّا توارى الرجل، فطنت لما فعلت ، وأصابني الخوف من نقمة الحجاج إن هو سألني عن الأسير الذي كلفني به.
خوف قتيبة من احتمال عدم عودة الأسير
وأتيتُ أهلي مهموماً مغموماً ، فسألوني عن شأني، فأخبرتهم بما حدث، فقالوا: لقد اجترأتَ والله على الحجّاج.
فبتنا أطولِ ليلة ، فلمَّا حان أذَان الفجر إذا بالباب يُطرَق ، فقفزت من مكاني وفتحت الباب، فإذا بالرجل كما وعد، فقلت له في حيرة ودهشة: أَرجعتَ ؟
قال: سبحان الله!! جعلتُ لك عهدَ الله عليّ ، فأخونُك ولا أرجع!!
فقلت: أما والله وأن هذا حالك ، فإن استطعتُ لأنفعنَّكَ.
وانطلقتُ به حتَّى أوقفته على بابِ الحجّاج ، ودخلت ، فلمَّا رآني قال: يا قُتيبة ، أين أسيرُك ؟
قلت: أصلحَ الله الأمير ، إنه بالباب ، وقد وقعت لي معه قِصةٌ عجيبة ،
عودة الأسير ومثوله بين يدي الحجاج
قال: ما هي ؟ فحكيت له ما حدث ، فأَذِنَ له بالدخول فدخل ، ثم قال: يا قُتيبة ، أتُحِبُّ أن أهبَهُ لك ؟
قلت: بأبي وأمي نعم.
قال: هو لك ، فانصرف به حيث تريد.
قصة الحجاج والأسير
الفرج وتحرير الأسير
فلمَّا خرجتُ به قلت له: خُذ أيَّ طريقٍ شِئت ، وامض لحالك ! فرفع يديه إلى السماء وقال: لك الحمدُ يا رب ، ثم انصرف . وما كلّمني بكلمة ، ولا قال لي أحسنتَ ولا أسأتَ ، فتعجبت من أمره!!
فلمَّا كان بعد ثلاثة أيام جاءني ، وقال لي: جزاك الله خيراً ، أما والله ما ذهبَ عني ما صنعت ، وكان علي أن أشكرك يومها .ولكن كرهتُ أن أُشرِك مع حَمدِ الله حمدَ أحد غيرَه .
إذا أعجبك هذا المحتوى، فلا تَقْرَأْ وتَرْحَل .. تَـعْلِيقَـاتُكَ تَـشْجِيعٌ لَـنَـا لِنَسْتَمِرَّ فِــي الْبَحْثِ وَالْعَطَـاء. وإِذَا كنت تعتقد أنه قد يكون مفيداً لأشخاص آخرين، فشَارِكْهَ على الشبكات الاجتماعية.